لماذا لايجب علينا الوثوق كثيراً في اختبارات أداء الهواتف الذكية؟
بين كل فترة والأخرى يثار الحديث حول تعمد الشركات المصنعة للهواتف الذكية الغش في اختبارات الأداء Benchmark Tests للحصول على نتائج أفضل. تطبيقات اختبار الأداء لها شعبية كبيرة ويتم الاعتماد عليها كثيراً في معرفة قوة أداء الأجهزة والمقارنة بينها. فما هي حقيقة ذلك الغش والتلاعب؟ وكيف تفعل الشركات ذلك؟ دعونا نتعرف على ذلك في هذا المقال.
ما هي اختبارات الأداء Benchmark ؟!
هي عبارة عن اختبارات تتم عبر تطبيقات مخصصة هدفها معرفة الأداء الفعلي للهواتف و الأجهزة ، تقوم تطبيقات اختبار الأداء بتشغيل عمليات مختلفة على الهاتف تحاكي البرمجيات و العمليات العادية التي يعمل عليها المستخدم لمعرفة كيف يتعامل الجهاز مع تلك العمليات و يعالجها ، و اسناداً إلى خوارزميات معقدة يقوم التطبيق بإعطاء نتيجة مرقمّة كنوع من التقييم ، ليتسنى مقارنة هذا الجهاز بذاك و هكذا .
في العادة ، تشمل الاختبارات سرعة المعالج الرئيسي و معالج الرسوميات و الذاكرة العشوائية و نظام التشغيل . و من أشهر تطبيقات قياس الأداء و أكثرها شيوعاً AnTuTu و GeekBench وغيرها.
مؤخراً .. هواوي في قفص الاتهام!
على هامش مؤتمر IFA 2018 وفي حوار لأحد مسئولي هواوي مع موقع Anandtech، اعترف بأن هواتف هواوي -و فرعها الآخر هونر- لديهم نظام يقوم تلقائياً باكتشاف أي تطبيق Benchmark يتم تشغيله ثم يقوم النظام برفع أداء المعالج لأقصى درجة للحصول على أفضل نتيجة ممكنة.
أما مبرر هواوي وراء ذلك الفعل فهو أن جميع المنافسين يقومون لعمل الأمر ذاته لأسباب تسويقية، وأن هواوي لن تقف مكتوفة الأيدي وصامتة حيال ذلك الأمر على حد تعبيره.
تاريخ طويل من التلاعب والغش!
ليست هذه المرة التي نسمع فيها تقارير تتحدث عن الغش والتلاعب بنتائج اختبارات الأداء على تطبيقات الـ Benchmark، وليست هواوي هي الشركة الأولى التي تقوم بذلك، لكن الجديد هو الاعتراف الرسمي بذلك.
قبل سنوات اكتشف موقع Anandtech نفسه تلاعب سامسونج بنتائج اختبارات الأداء على هاتف Galaxy S4 عام 2013، وقد وسع الموقع التحقيق آنذاك ليشمل هواتف باقي الشركات، والنتيجة كانت أن جميع الشركات تقريباً تفعل ذلك الأمر، لكن التقرير وقتها استثنى شركتي آبل وموتورلا، كونهما لم تقوما بالتلاعب بالنتائج وبتطبيقات اختبار الأداء.
نذكر أيضاً ما حدث العام الماضي، والتقارير التي تحدثت عن قيام شركتي ون بلس وميزو على وجه الخصوص بفعل الأمر نفسه وهذه المرة كان الاكتشاف من موقع مطوري الأندرويد XDA-Developers ، الذي أكد هو الآخر قيام شركات أخرى بفعل ذات الأمر مع اسثناء لشركات كجوجل وسوني وشاومي كما ذكر التقرير.
كيف تتلاعب الشركات باختبارات الأداء؟
الأمر بسيط، نظام التشغيل في تلك الهواتف مصمم بطريقة تجعله يكتشف تطبيقات قياس الأداء فور تشغيلها، بعدها يتم رفع تردد المعالج لأقصى درجة مسموح بها للحصول على أفضل نتيجة ممكنة، هذا الأمر لا يحدث في الأحوال العادية ومع التطبيقات والألعاب الأخرى لذا فالنتيجة لا تعكس تجربة الاستخدام الفعلية.
رغم التبريرات الكثيرة من الشركات لمنطقية هذا الإجراء، إلا أن شبهة الغش والتلاعب والخداع تظل حاضرة. خلاصة الأمر أنه لايجب علينا التعويل كثيراً على نتائج اختبارات الأداء وحدها عندما يتعلق الأمر بشراء هاتف جديد، وألا تكون هي الأداة الوحيدة لتفضيل هاتف على آخر.
ما رأيك فيما تفعله الشركات المصنعة للهواتف الذكية في اختبارات الأداء؟ هل هو أمر منطقي ومبرر أم غش وتلاعب؟
إذا كنت مطور وتود نشر تطبيقاتك عبر أخبار التطبيقات للوصول لشريحة كبيرة من المستخدمين العرب فراسلنا عبر البريد التالي: [email protected] وسيكون تطبيقك قريبا في قائمة اخبار التطبيقات اذا كان بمستوى يليق بالمستخدم العربي.